أعرب السيناتور الأميركي مارك وارنر عن “قلقه الشديد” بشأن وضع الكورد في سوريا، منوهاً الى تردده بشأن كيفية تعامل حكومة دمشق الجديدة معهم، وسط تزايد عدم اليقين، وتلاشي الآمال في توصل الجانبين إلى اتفاق للاندماج.
وقال مارك وارنر لمدير مكتب رووداو في واشنطن ديار كورده: “أعتقد أن رحيل الأسد أمر جيد للمنطقة، وجيد للعالم، لكننا نعلم أيضاً أن هناك عدداً كبيراً من السكان الكورد في سوريا، وأنا قلق بشأن الحكومة السورية الجديدة”.
قوات سوريا الديمقراطية (SDF) التي يقودها الكورد هي قوة شريكة للتحالف العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش.
وقاموا بمعظم القتال على الأرض لهزيمة داعش إقليمياً في معقلها السوري، وتكبدوا أكثر من 10.000 إصابة في الصراع.
قوات سوريا الديمقراطية هي الجيش الفعلي لروجآفا “كوردستان سوريا” وخلال الحرب الأهلية، أنشأ الكورد إدارة ذاتية.
منذ سقوط نظام بشار الأسد، أجرى الكورد محادثات مع الحكومة المؤقتة في دمشق للاندماج في المؤسسات الوطنية، بما في ذلك القوات المسلحة.
ومع ذلك، يشعر الكورد بالقلق إزاء مركزية السلطة وبروز الشريعة الإسلامية في الدستور الانتقالي الذي تبنته الحكومة المؤقتة، ودعا الكورد إلى الفيدرالية ونفوا مراراً وتكراراً سعيهم لتقسيم سوريا.
في آذار الماضي، وقع قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي اتفاقاً مع الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في روجآفا ضمن مؤسسات الدولة.
مع ذلك، لايزال الجانبان على خلاف حول تفسير مصطلح الاندماج. فبينما تسعى قوات سوريا الديمقراطية للانضمام إلى القوات السورية ككتلة موحدة، تفضل دمشق استيعاب ودمج المقاتلين الكورد فردياً في الجيش السوري.
كما تساءل وارنر، وهو كبير أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من فرجينيا: “هل سيستمرون حقاً في التواصل مع المجتمع الكوردي والمجتمع المسيحي؟ هل سينقسمون على أساس طائفي؟ يسعدني أن أرى أن هناك حركة إلى الأمام، لكنني قلق جداً بشأن السكان الكورد”.
وتصاعدت التوترات مؤخراً بشكل كبير، حيث تبادلت الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية الاتهامات، حيث يلوم كل طرف الآخر على الهجمات الأخيرة على مواقعهما.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية يوم الخميس أنها صدت “محاولات تسلل وهجمات مدفعية” من مجموعات “تابعة لحكومة دمشق” في منطقة دير حافر شرقي حلب.
يعد التصعيد المتقطع بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق عاملًا آخر يوتر اتفاق الاندماج الذي تم توقيعه في آذار الماضي.
تدهورت العلاقة عندما قررت الحكومة السورية الجديدة مؤخراً تأجيل الانتخابات في المحافظات ذات الغالبية الكوردية، مستشهدة بمخاوف أمنية، وهي خطوة أثارت انتقادات حادة من الجماعات الكوردية، التي وصفت التصويت المخطط له بأنه “إقصائي وغير ديمقراطي”.
يقول الكورد إن الخطوات المتخذة في سوريا منذ سقوط نظام البعث في أوائل كانون الأول تتناقض مع “أهداف الثورة السورية التي دعت إلى العدالة والديمقراطية والمساواة والحرية لجميع مكونات سوريا.” وبالتالي، حثت المجتمع الدولي والأمم المتحدة على رفض العملية الانتخابية.